التغيير هو عبارة عن تحدٍ كبير لكل الصعوبات التي ستواجهنا ونتعرض لها في المستقبل، وهو الشيء الأكثر أهمية في حياتنا فهو يقودنا نحو الإبداع وابتكار كل ما هو جديد، كما أن الكثير من الناس ينتظرون شيئاً ما ليتغيروا ومنهم من يتغير لحدوث صدمة قوية في حياته، لكن أعظم تغيير هو التغيير المقصود النابع من الوعي والتأمل والإرادة والشعور بالمسؤولية.
هناك فرق كبير بين معنى التغيّر والتغيير.
فالتغيّر: هو التحول المفاجئ الذي يطرأ على الأشخاص نتيجة حادثة ما.
أمّا التغيير: فهو التحول المدروس بشكل دقيق والمخطط له مسبقاً.
وقد يرفض الكثير من الناس فكرة التغيير لأنهم اعتادوا على نفس روتين الحياة الثابت الذي يعيشون به ففكرة التغيير لديهم مرفوضة رفضاً باتاً لأنهم يشعرون بأنهم إذا تغيروا كأنهم تخلوا عن عاداتهم ومبادئهم في الحياة، وإنه لا معنى لحياتهم إذا طرأ عليها بعض من التغيير.
ولكن يكفي أن نسأل أنفسنا ماذا لو كان العالم كله ذو لونٍ واحد وكانت عقول البشر موحدة؟
ثم ماذا لو كان الليل ثابت أو النهار؟
هل سيبنى المجتمع؟
أسئلة كثيرة تراود العقل تكمن الإجابة عليها في فهم أهمية التغيير الذاتي وقوة تأثيره على المجتمع.
قوة التغيير هي قوة تنبع من دواخلنا تحتاج إلى إرادة قوية وتصميم وعزيمة لإخراجها واتّباع طرق ملموسة ووسائل للسير نحو الهدف الذي نريده وهو (التغيير في الحياة).
هناك عدة شروط أساسية ومهمة من أجل التغيير وهي معرفة الساعي نحو هدفه وإلى أين سيصل، مع وجود الإرادة والرغبة بذلك لحدوث التغيير، لا بدّ ألّا ننسى أن ننظر إلى المستقبل ونخطط له.
تغيير الذات وتطويرها للسير نحو الإبداع:
من سنة الله الكونية أنه لا يوجد شيء باقٍ على حاله إلّا الله، وكثيراً ما نسمع عبارة “سبحان من يغيّر ولا يتغيّر“، والتغيير نحو الأفضل هو بناء للذات والسعي نحو الأمام.
هناك قاعدة أساسية في تطوير الذات وهي كما قال تعالى:” إنّ الله لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتى يغيّرو ما بأنفسهم“، أن يبدأ الإنسان التغيير والتطوير من نفسه أولاً ومن ثم يتكفّل الله تعالى بتحقيق التغيير الأفضل في الحياة.
مفهوم تطوير الذات:
هو العمل الذاتي من قبل الشخص على نفسه من أجل تحديد نقاط الضعف لديه، وأن يعمل على إيجاد حلول واقعية لها تنفذ بمراحل وخطوات ثابتة، أمّا نقاط القوة فيتعرف بها دون مبالغة في تقدير الذات ويعمل على تحفيزها وتعزيزها.
طرق تطوير الذات:
الثقة بالنفس عامل أساسي للبدء بالتطوير الذاتي وتجنب الخوف أو الفشل أو الانتقاد من الأخرين.
التحدّث مع نفسك بإيجابية.
العزيمة والإصرار على بدء التطوير.
اتباع عادات جيدة مثل المشي والقراءة والتأمل والبعد عن الكسل وتقبّل الأمر الواقع
محاولة كسر الروتين اليومي بشكل تدريجي.
امتلاك الشجاعة للاعتراف بنقاط الضعف والسلبيات في الذات دون تهميش الذات.
اكتساب طرق جديدة للتعامل مع الضغوطات ومشاكل الحياة.
تحديد الأهداف والسعي وراء إنجازها.
أهمية تطوير الذات:
يعتبر الخطوة الأولى وبداية الطريق للوصول إلى حالة الرضى تجاه النفس والشعور بالسعادة، يزيد من الثقة بالنفس ويدفع الشخص للتحدث مع الآخرين ويساهم في مساعدة الآخرين على تطوير ذواتهم.
قد يكون التغيير صعب في البداية وفوضوي في المنتصف ولكنه في النهاية رائع.