“أقول الحياة لا تختصر بكلمات. لكنّها تُختصر، والكلمة فيها ما فيها من لوعةٍ واختزالٍ. أن تطوي المعاني والآلام والاضرابات ونوبات الهلع بمجرّد نزعةٍ كتابيّة. أن تحفظ في سطر أو اثنين سيرةً عن الزوال. تقول، حتى لا يضيع شيء. لكنّك موقنٌ أنّ البوْح لن يطال كل زوايا الذاكرة. هنالك أشياء نتناساها، وأخرى نريد لها أن تبقى دفينة كي لا تفتح جراحاً، وأخرى نتمنّى لو أنّها تذهب، هكذا من تلقاء نفسها، كأنّها لم تكن”.
حالات حرجة كتاب للصحفي السوري هادي العبد الله تم نشره عن طريق دار جسور للترجمة والنشر في بيروت عام 2020.
وتم تقييم الكتاب بأربع نجوم ونصف من خمسة عبر موقع goodreads.
يحتوي الكتاب على 192 صفحة والعديد من الفصول.
أوضح الكاتب في مقدمة الكتاب أن هذا الكتاب مقدم منه للثورة السورية، وهو عبارة عن مقتطفات من سيرة ذاتية، مرويّة عنه من دون الرجوع إلى أي طرف آخر وقد استغرق الكاتب ما يقارب الأربع سنوات بين (الكتابة) الرواية والتحرير.
(حالات حرجة) هو اسم الكتاب الذي اختاره هادي، لكن للاسم قصةٌ لا تقل أهمية عن القصص التي خلدها الكتاب إذ يرتبط هذا الاسم بالطب البشري الذي لم يقدر لهادي دراسته، حيث تخصص في (الحالات الحرجة).
دارت الأيام فجعلت منه المسعف والطبيب لحظة ولادة الثورة في وطنه سوريا فدخل إلى قسم الحالات الحرجة بل الأكثر حرجاً لينقل واقع شعبٍ صرخ بالحرية وحكم عليه بالموت.
ومن ضمن القصص الذي ذكرها عبد الله قصته مع رفاقه المصورين (رائد الفارس) و(حمود جنيد) و (خالد العيسى) و(طراد الزهوري) الذين استشهدوا أثناء تصوير الأحداث في سوريا وتتشابه حكايتهم مع حكاية كل شهيد في الثورة السوريّة، ويذكر هادي ذهابه بصحبتهم إلى العديد من المواقع الساخنة في سورية، ويقول هادي عن علاقته مع (طراد) الذي يكبره بما يقارب 10 أعوام: “إن الأرواح حين تتآلف لا تسأل عن صورة، ولا تاريخ ميلاد”.
وأنهى كتابه بقوله: “يطول ليل المصاب وتتعثر أيامه وهي تمضي عنه بالآلام، فكيف لسنواتٍ عجافٍ مررنا بها أن تكون ونحن نخرج من حالة حرجة فندخل أخرى؟!
لكننا على الطريق مادام في النفس نفس”.
الكتاب ببساطة هو محاولة من الكاتب لتخليد بعض الأحداث في تاريخ الثورة ولترك بصمة، قال الكثير أن هادي وبالرغم من أنه ليس بكاتب بل هو صحفي (وبالرغم من أن حالات حرجة يعد تجربته الأولى ككاتب حيث أنه يزاول مهنة الصحافة) ولكنه استطاع بطريقته المليئة بالعواطف (بالعاطفة) والألم جذب العديد من القراء.
لكن البعض قالوا أنه كان من الأنسب له لو أنه استخدم طريقة مختلفة عن طريقة السرد الذاتي وكأن الكتاب كان أشبه بمذكرات، لأن معلوماته كانت أكثر قيمة وتستحق أكثر من ذلك.
ما بين 2011 و2019 كان هنالك ثورة في سورية ومازالت الثورة قائمة إلى يومنا هذا وستستمر إلى تحقيق مطلبٍ واحد(ألا) وهو الحرية.
وأنت ما هو رأيك بحالات حرجة؟