عجوز من الألحان، الخبز والنبيذ، محاربٌ راقص وعاملٌ عاشق، جزءٌ لا يتجزأ من الطبيعة يلتقي بفيلسوف ثلاثيني يحمل مخطوطة بوذا ودانتي صديق رحلاته الدائم، عثة كتب أمضى حياته غرقاً في كلماتها بعد تجاوزه الحب والألم، الوطن والإله والأبدية.
يبحران معاً إلى شواطئ كريت اليونانية برحلة عمل حيث أن صديقنا الفيلسوف يمتلك منجماً هناك وصديقه العجوز يبحث عن عمل لكن باسيل أو الرئيس كما كان زوربا يدعوه، رأى بصديقه العجوز خير معلمٍ ومنبعاً صافياً للفلسفة.
زوربا الذي كان يعبر عن نفسه بالرقص أو الغناء حتى في أسوأ حالته، فيحدث صاحبه قائلاً ”بينما كان الآخرون يبكون، بدأت بالرقص ،نعم الرقص.
وقال الآخرون عني : لقد جُن زوربا
لو لم أكُن رقصت لكنت مت!“
زوربا الذي يرى بنفسه رجلاً حرّاً والسانتوري (آلته الموسيقية) حيوان برّي يحتاج كلاهما إلى الحرية حتى يستمرا، فحين أخبره الرئيس أن يعزف على آلة السانتوري عند وصولهم، أجابه فورا: سأفعل حين أكون في مزاج جيد وإلا فلن تستطيع الضغط علي من هذه الناحية. فالموسيقى عند زوربا هي إحدى مبادئ حريته. زوربا الأمُي صاحب فلسفة الحياة، وأسئلته المعقدة رغم بساطتها، يسأل صاحبه الذي رغم جُلِّ علمه وفلسفته وحياته التي أمضاها بين الكتب يقف حائراً أمام أسئلته، يقول زوربا لشريكه: ” لماذا الصغار يموتون؟ لماذا كلّ شخص يموت؟ أخبرني.
– لا أعرف.
– ما هي فائدة كتبك اللعينة إذن؟ إذا لم تخبرك بالسبب فماذا تقول لك بحقّ الجحيم؟
– إنها تخبرني عن معاناة الرجال الذين لا يستطيعون الإجابة على أسئلة مثل أسئلتك.
– أبصُقُ على معاناتهم.“
زوربا أيضاً حضرت عالم الفن على اشكال عدَّة حيث دخلت عالم السينما في العام 1964 عندما تم إنتاج فيلم بعنوان أليكسيس زوربا من إخراج المخرج اليوناني الأصل مايكل كوكويانيس، وأعد روايتها عام 1988 الموسيقار اليوناني ميكيس ثيودوراكيس، الذي ألف “باليه” بعنوان “إلكسيس زوربا”.
نشرت الرواية للمرة الأولى عام 1946 للكاتب والفيلسوف اليوناني نيكوس كازانتزاكيس الذي ترشح في العام 1956 لجائزة نوبل، لكنه خسرها بفارق صوت واحد في التصويت، وحصل عليها ألبير كامو الذي علق قائلاً: “إن كازنتزاكيس يستحق الجائزة أكثر مني بمائة مرة”.
وعند وفاة كازنتزاكيس كتب على قبره العبارة التالية: ”لا أطمع في شيء، ولا أخاف شيئًا، أنا حرٌّ الآن“.
وفي العام 1988 قامت الحكومة اليونانية بتكريمه بأن أصدرت طابعًا بريديًا يحمل صورته، وفي الذكرى الخمسين لوفاته قام المصرف اليوناني الرسمي بإصدار عملة معدنية من فئة العشرة يورو تحمل رسمًا له على أحد الوجوه وعلى الوجه الآخر توقيعه.