“سمّن كلبك بياكلك”؛ أحد الأمثال العربية التي ُتحاكي صِفة الخيانة، وذلك يعبّر عن الشّخص الذي تعامله بالمعروف ويقابله بالسّوء.
وكَحال سائر الأمثلة العربيّة، فأيضًا لهذا المثل قصّة كغيره من الأمثال العربية، فيقال أنّ لرجل من طَسم كلبًا؛ وكان الرجل يعتني بهذا الكلب يطعمه اللّحم ويسقيه اللّبن، آملًا أن يحرس الكلب أغنامه أو يصيد به، فجاء الكلب إليه يومًا جائعًا فأكله!؛ فقيل بحقّه “سمّن كلبك بياكلك”.
وفي رواية أخرى، يقال أن أوّل من قال هذا المثل هو حازم بن المنذر، حيث مرّ في همدان فوجد فيها طفلًا رضيعًا ملفوفًا بثياب رثّة وبالية، فأخذه وعاد به إلى بيته، وأعطاه لجاريةٍ لترضِعه، وكَبُر الفتى وسمّاه (جحيشًا)، فجعله يرعى له أغنامه، وقد كان جحيشًا وسيم، وكان لحازم بن المنذر فتاة تُدعى “رعوم”؛ أحبّها جحيشًا وأحبّته.
وفي أحد الأيام ذهب جحيشًا لشجرة وقال: “يا حبّذا ربيبتي نعوم، وحبّذا منطقها الرخيم، وريح ما يأتي بها النسيم إنّي بها مكلّفٌ أهيم، لو تعلمين العلم يا رعوم إنّي من همدانها صميم”، وسمعته رعوم فقالت: “طار إليكم عرضًا فؤادي، وقلّ من ذِكراكم رقادي، وقد جفى جنبي عن الوساد، أبيتُ قد حالفني سهادي”، فجلسا عند الشّجرة وواصلا لقائهما عند الشّجرة.
وفي أحد الأيّام لم يجدها والدها في البيت، فرصدها وتتبّع خطاها، ووجدهما معًا، فلما رآهما قال: “سمّن كلبك بياكلك”، ورفع سيفه على جحيشًا فهرب إلى همدان، وقال لإبنته: “موت الحرّة خيرٌ من العرة”، فلفَّ يديه حول عنقها حتّى قتلها.
وأصبح المثل يُتداول تعبيرًا عن الخيانة.
المصدر: alwan.elwatannews.com