“إن المياه هي مورد ثمين، وأمر بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة” بان كي مون.
المياه هي إحدى الأسباب الرئيسية لبقائنا على قيد الحياة، بجزيئه البسيط المكون من ذرة أوكسجين مرتبطة مع ذرتي هيدروجين، اللذان يشكلان معاً شريان الحياة لهذا الكوكب الأزرق، لكن ماذا سيحدث لو أن سر الحياة العذب بدأ يختفي من كرتنا الأرضية؟
تقدر نسبة المياه في الكرة الأرضية بحوالي 71% من سطح الأرض، وتمثل المحيطات والبحار معظمها (97%)، بينما يتواجد الباقي في صورة بحيرات، وأنهار، وأنهار جليدية، وفي التربة، وتحت الأرض، وفي طبقات المياه الجوفية، وحتى في الكائنات الحية. لكن بفضل دورة المياه فإن الماء لا يبقى خاملاً بل ينتقل من مكان إلى آخر ويتحول من شكل إلى آخر.
نقلاً عن منظمة الصحة العالمية في عام 2015، كان 91% من سكان العالم يمكنهم الوصول إلى مصادر مياه الشرب المحسنة، مقارنة بنحو 76% في عام 1990. تمكن 2.6 مليار شخص من الوصول إلى مصادر مياه الشرب المحسنة منذ عام 1990.
844 مليون شخص يفتقرون إلى خدمات مياه الشرب الأساسية، بما في ذلك 159 مليون شخص يعتمدون على المياه السطحية. على صعيد آخر، يستخدم ما لا يقل عن 2 مليار شخص مصار مياه الشرب الملوثة، إذ يمكن أن تنقل المياه الملوثة أمراض مثل الإسهال، والكوليرا، والدوسنتاريا، والتيفوئيد، وشلل الأطفال. وتشير التقديرات إلى أن مياه الشرب الملوثة تسبب كثر من 200 ألف حالة وفاة بالإسهال كل عام.
أما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تفتقر 38% من مرافق الرعاية الصحية إلى مصدر محسّن للمياه، و19% لا تمتلك مرافق صرف صحي محسنة، و35% تفتقر إلى الماء والصابون لغسل اليدين. وكما تقول التقديرات أنه وبحلول عام 2025 سيعيش نصف سكان العالم في مناطق تعاني من نقص المياه، وتشير أيضاً إلى أن الطلب العالمي على المياه سيزداد بنسبة 55 في المئة ما بين عامي 2000 و2050.
تتعدد الأسباب وراء نقص المياه، والتي تختلف من منطقة إلى أخرى، إذ أن بعض هذه الأسباب تنتج عن الأفعال البشريّة، وبعضها ينتج عن أسباب طبيعيّة خارجة عن تدخّل الإنسان كاختلاف مستوى الأمطار.
بعض أسباب شحّ المياه:
السبب الرئيسي هو تغير المناخ. فمن المتوقع أن تتفاقم ندرة المياه نتيجة لتغير المناخ، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم بين 1.6 و6 درجات مئوية بحلول عام 2050 ويترتب على الجفاف المتكرر والشديد تأثيراً على الإنتاج الزراعي، في حين تتجسّد درجات الحرارة المرتفعة في تزايد الطلب على المياه من أجل المحاصيل.
بالإضافة إلى التحسينات في كفاءة استخدام المياه والإنتاجية الزراعية، يضطر العالم لاتخاذ إجراءات في استخدام موارد المياه العذبة المحيطة بالمحاصيل وإعادة استخدامها، وزيادة الاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحّي مما يمنع حدوث الجفاف، لكن يمكن أن يساعد ذلك بالتقليل من أعراض الجفاف مثل المجاعة والفوضى الاجتماعية الاقتصادية.
تلوث المياه أيضاً أحد المشاكل الخطيرة التي تسبّب تدمير معظم مصادر المياه العذبة حول العالم، وذلك بسبب تلوثها بالنفط، أو المواد الكيميائيّة. سواءً الناتجة من التصنع أم الاستهلاك البشريّ، أو نتيجة وجود تسريب في خطوط الصرف الصحيّ، أو عدم وجود هذه الخطوط من الأساس.
إضافةً إلى استهلاك الناس الزائد للمياه بكثرة والصراعات البشريّة، سواءً كانت هذه الصراعات على الأراضي أم على مصادر المياه، الجفاف وقلّة مصادر المياه. فبعض المناطق حول العالم تعاني من عدم وجود مصادر قريبة للمياه، أو عدم وجود أمطار كافية فيها. وتوجد هذه المشكلة بشكل خاص في المناطق الصحراوية أو المعرضة للتصحر.
أظهرت آخر الدراسات بقيادة باحثين من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أن معدل نضوب الكثير من موارد المياه العذبة في العالم يسير بوتيرة أسرع من معدل إعادة تغذيتها.
مشكلة شح المياه ليست سوى مشكلة تتطور مع قلة الوعي عند البشر. فلنبدأ من أنفسنا ونمنع هدر المياه في منازلنا لأن قطرة واحدة من الماء النقي هو حلم ملايين البشر.
المصادر:
https://www.bbc.com/arabic/vert-fut-39646540
http://www.fao.org/zhc/detail-events/ar/c/880885/
https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9_%D9%86%D9%82%D8%B5_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87
https://sotor.com/%D9%86%D8%B3%D8%A8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D8%A9