الحوار هو شيء أساسي في حياة كل إنسان ومهم جداً لبناء العلاقات الاجتماعية ومنها
تطوير الذات وزيادة الثقة بالنفس، الحوار أيضاً هو تبادل الكلام شفهياً بين شخصين أو أكثر، أما فنّ الحوار فهو مهارة ضرورية لنتخطى العديد من الأمور التي تواجهنا في الحياة ويمكن من خلالها توسيع الدائرة الاجتماعية والنهوض بالحياة العملية وأيضاً تسهيل البدء بالأعمال المختلفة. لقد وصلنا إلى مرحلة فكرية وحوارية وثقافية وأيضاً اجتماعية وهي الانفرادية بالرأي وأن ما أقوله هو عين الصواب والأفضل، ولا أسمع سوى صوتي، حتى أصبحنا نشك في ما يطرحه غيرنا أو من يتحدث معنا حول أي موضوع أو قضية، فلا نجد أحد يتفق مع أحد وكل شخص يظن نفسه هو الأفضل وما يطرحه هو الأصح، وأن من يخالفنا في طرح آراءنا وطروحاتنا حول أي قضية هو عدونا اللدود ونخلق معه المشكلات والعدوات من دون أي ذنب اقترفه سوى أنه أفصح عن وجهة نظره بمنتهى الصدق والأمانة، فمن حق الطرف الآخر أن ينصت إليه.
لكن الآن الأوضاع قد تبدلت وأصبحنا جميعاً نتحدث في وقت واحد ولا نهتم لما يقوله غيرنا،قد أخذنا الكبرياء بألا نقبل الرأي الآخر ونبدأ بالحكم على طروحات الآخرين بالخطأ وعدم الدقة قبل أن ينطقها المتحدث،إذ لم يعد يقتصر الأمر فقط على عدم الإصغاء والاهتمام لما يطرحه الطرف الآخر بل تعدى الأمر وتطور إلى أن (كل مخالف لرأيي فهو ضدي) فما يحدث حولنا الآن قد أنهى العديد من العلاقات الشخصية وربما الاجتماعيةوالدولية.
فلماذا لا نحترم الرأي الآخر؟ ولماذا لا ننصت لما يقوله الآخر؟ وكيف لنا أن نصل إلى حوار بناء ونقاش هادف إن لم ننصت أو حتى نحترم ما ينطقه غيرنا؟! الكثير والكثير من الأسئلة التي تراود العقل،تكمن الإجابة عليها في مدى فهم كيفية ممارسة الفنّ في لغة الحوار وفي حين فهمنا للطرف الآخر وتقبلنا لما يطرحه. فالدنيا والحياة تتسع لنا جميعاً ولا يفسد الخلاف للود قضية، ولعلنا نعيد صياغة لغة الحوار بدءاً من المنزل ونسمح لأنفسنا بتقبل الآخرين مهما كانت طروحاتهم وآرائهم وفي نفس الوقت علينا التشبّث بآرائنا مادام هناك مساحة للتفاوض مع الرأي الآخر والحوار والنقاش معه. من أكثر الأخطاء شيوعاً في فن الحوار أننا نبدأ الحوار حول مسألة ما ونحن لم نتفق على مفاهيمنا حول تلك المسألة،قد نكون متفقين فيها لكننا لم نأخذ فرصتنا لتبيين ذلك وهو ما يجعلنا نسير في خطين متوازيين لا يلتقيان أبداً. فإن كنتُ أدخل الحوار وأنا سيئ الظن فإني سأسيئ ترجمة ما يصلني من الطرف الآخر مما سيدمر الحوار بيننا. فأساس الحوار أن يحترم فيه كل طرف الطرف الآخر ولا يستعلي عليه، فمن طبيعة النفس البشرية ألاّ تقبل حوار الطرف المستعلي، وتشغل نفسها عن الاستماع إليه بتتبع قائصه، فإن كنت تريد لحوارك النجاح والإثمار تجنب التقليل من شأن محاورك وتجنب الاستعلاء عليهم
أي حوار ينبغي أن يكون له هدف ما، هناك العديد من أساسيات بناء الحوار كمان أن الأسلوب به ضرورة، فأحياناً يحدث صدام بين إثنين من المتحاورين نتيجة لعدم فهم طريقة كل منهما في استخدام الألفاظ، مما يجعل الآخر يظن أن هجوماً يشنّ عليه،كما أن رفع الصوت في الحوار يثير المشاعر السلبية ويغلق أبواب الفهم والتفاعل البناء. ابتسم أثناء الحوار، تفتح قنوات وقنوات من التواصل العقلي بينك وبين الطرف الآخر. استخدم لغتك الجسدية المتفتحة باتجاه الآخر يجعل ذلك الحوار أو المحادثة أكثر سهولة وإنسانية. كما أنه عليك أن تصغي لما يقوله الآخر فالإصغاء إلى الآخرين فن قلّ من يجده.
الحوار لغة راقية وفن يجده فئة من الناس والتي تنم عن وعيهم في كيفية التعامل مع محيطهم ومجتمعهم باحترام الرأي والرأي الآخر حتى لو كان مخالفاً لهم، وكذلك يعبرون عن آراءهم بأدب ولباقة مع عدم مصادرة آراء الآخرين، فلا يمكن لأي مجتمع أن يكون حضارياً إلا بترسيخ ثقافة الحوار وروح التسامح والتنوع الفكري حتى نضمن التغلب على التحديات التي تواجه المجتمع بأقل كلمة وأسرع وقت، فالحوار ليس مجرد تبادل الكلمات وتناقل للعبارات،إنه فنّ بما تحمله الكلمة من معانٍ.
التعاون: له أهمية كبيرة وعظيمة في حياتنا هي التي تُساعد في بناء المجتمعات كما أنها تساعد على زيادة التنمية ودفع... التعاون بدايةٌ لسلكِ طريق النّجاح اقرأ المزيد
السوشال ميديا هي مواقع وتطبيقات ، ومنصات تسهل عمليات التواصل بين الشعوب والناس حيث يشارك فيها البعض بما يبرعون فيه... كواليس السوشال ميديا(ما وراء الكاميرا) اقرأ المزيد
شوارع مليئة بالمتظاهرين، سيارات تحترق وأشخاص غاضبون نحن الآن في السادس والعشرين من أيار وهذه العاصمة الأميركية واشنطن... الطريق إلى المساواة مليء بالعنصرية اقرأ المزيد