السوشال ميديا هي مواقع وتطبيقات ، ومنصات تسهل عمليات التواصل بين الشعوب والناس حيث يشارك فيها البعض بما يبرعون فيه ويتبادلون الأفكار والآراء ويتعرفون على ثقافات ويمكن للجميع أن ينشروا أفكار وصور وفيديوهات،مختلفة بشكل سهل لصنع محتوى ولكن السؤال هنا هل الشخصيات على الإنترنت تمثل، نفسها في الواقع ؟
ما نراه على الشاشات هو الحياة المثالية للأشخاص، الكماليات الرائعة، لا مكان للبؤس كلٌّ يملك ما يريد، يعيش كيفما يريد، سعاداتٌ عارمة مما يجعل المشاهدين غير راضين عن حياتهم ليبدؤوا بالتقليد الأعمى لمشاهير الإنترنت، ظناً منهم أنهم بذلك سيحصلون على هذه الكماليات التي هي زائفة وليس لها وجود أصلاً ” وراء الكاميرا.”
من خلال الصور والفيديوهات قد ترى عائلة تسافر لأماكن كثيرة، تلتقط صور رائعة وتعيش بسعادة لا مثيل لها لكن هل ما تراه هو كل شيء؟ أو من الممكن أن ترى لاعب يعرض لنا من خلال الصور مهاراته ومبارياته، نجاحاته والجوائز التي حاز عليها، لتظن من خلال الصور والكلام أنه يعيش حياة متكاملة لا ينقصها شيء، ولكن يبقى السؤال يطرح نفسه هل حقاً تظن أن ما تراه على شاشات الإنترنت هو نفسه في الواقع؟
دعني أجيب. بالطبع لا، لا يوجد مكان مثالي خالي من أي منغّصات حيث الكل يحظى بحياة مثاليّة، باستثناء السوشال ميديا ولكنها تبقى أشياء تُعرض لنا من دون أن نرى الكواليس.
بالتأكيد رأيت الكثير من الصور والفيديوهات لحياة الآخرين وقد تعقد مقارنة بينك وبينهم لكنّك هل ترى ما وراء الكاميرا؟ هل ترى حقيقة كل شيء؟ لا أنت لم ترى. أنت ترى الجانب المشرق السعيد فقط، لا أحد سيعرض فشله، أو إخفاقه، فهل تعلم كي ترى تلك الصورة المثالية كم مرة حاولوا التقاطها وعلى أي برنامج تم تعديلها؟ هل تعلم كم مرة أعيدت كتابة هذا النص ليخرج لك بذلك الجمال والروعة؟ هل تعلم كم مرة تدرّب وحاول ذلك اللاعب لترى تلك التسديدة المبهرة؟ كلنا بشر نعيش إخفاقات، نفشل، نسقط، نحزن، نمر بلحظات صعبة وقاسية؛ حتى أولئك الذين تظنهم يعيشون حياة مثالية، ولكن لا أحد سيعرض لك الجانب السيء من حياته، لذلك لا تظن أنك تعيش حياةً بائسةً وصعبة ووضع سيًء أنت فقط تعيش كما الجميع، فلتكن راضياً وقنوعاً بما تعيشه ولا تقارن نفسك بأحد لأنك بهذا تدخل في صراعات مع نفسك ومع من حولك.
أنا هنا لا أنكر فوائد السوشال ميديا ولا أكذّب كل ما يعرض أنا فقط أطرح فكرة أنه يوجد الكثير من النفاق والخداع الاجتماعي فلم نعد نعرف الصادق من الكاذب أو ما إذا كانت الكلمات تمثل صاحبها أم لا لم نعد نعرف من يتحلى بالأخلاق ومن يفتقدها فالجميع هنا يمتلك تلك الصفات الرائعة والأخلاق التي لا مثيل لها.
نحن لا نستطيع أن نعرف ما تخفيه تلك الصور والفيديوهات والكتابات لذلك لنكن حذرين، لأن السوشال ميديا تعجّ بالمثاليات الزائفة، قد ترى الكثير من الأشخاص أصحاب أخلاق وقيم لكن هل تعلم ما إذا كان يطبقها على أرض الواقع أم لا؟ قد يدعي البعض المثالية ولكنها لا تمت لهم بصلة؛ وقد تتعجب بمن يتابع ويشارك ويتفاعل مع منشورات لأشخاص لم يعتادوا أو يتعاملوا مع حياتهم اليومية أو حتى لا يعجبهم منطق حياتهم، فهل ترى حجم النفاق؟
حسناً والآن قد تسأل نفسك بعد كل هذا ما الحل إذاً، وكيف نحافظ على ذواتنا من هذا الزيف والخداع؟
أقول فقط. لتكن ثقتنا بأنفسنا كبيرة ولنرضى بما نعيشه وبما كتب لنا، لنكن قنوعين بما لدينا هذا أهم شيء وعندها لن نركض وراء التقليد والكماليات المزيفة.