3 يناير 2020 في حدود الساعة الثانية فجراً بتوقيت بغداد، بدأت قصة مقتل (قاسم سليماني) قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والرجل المهم في سياسات طهران الخارجية في منطقة الشرق الأوسط.
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن موكباً كان يتواجد فيه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري (قاسم سليماني)، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي (أبو مهدي المهندس)، تعرض لقصف صاروخي بواسطة طائرة من دون طيار، والتي نفذته قيادة العمليات الخاصة المشتركة الأميركية.
وكان البنتاغون قد أعلن في بيان صدر بعد العملية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر الجيش بهذه الضربة من أجل “حماية الأفراد الأميركيين في الخارج”.
كما ذكر البيان أن سليماني كان “يخطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأميركيين وأفراد الخدمة العسكرية في العراق وفي أنحاء المنطقة”، وأن العملية تمت بهدف ردع إيران عن التخطيط لهجمات جديدة، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتخذ كل ما يلزم “لحماية الأميركيين والمصالح الأميركية في أي مكان حول العالم.
وأسفرت الضربة عن تفحّم جثتي سليماني والمهندس، وكان الدليل الوحيد الذي دلّ على هوية سليماني هو الخاتم الشهير الذي اعتاد ارتداءه، كما انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة ليد سليماني المقطوعة نتيجة الضربة ويظهر فيها الخاتم مع صور أخرى لسليماني يظهر فيها الخاتم أيضاً.
لم تصمت إيران لفترة طويلة فلقد ردت على مقتل سليماني بقصف قاعدتي عين الأسد وأربيل الأمريكيتين في العراق في الثامن من يناير/كانون الثاني، إذ صرح التلفزيون الرسمي الإيراني: “قتل ما لا يقل عن ثمانين جندياً أميركياً جراء الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدتين تضمان قوات أميركية في العراق، انتقاماً لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بغارة أميركية قرب مطار بغداد في الثالث من الشهر ذاته”.
وحذرت إيران الولايات المتحدة من عقوبة الرد على الهجوم الذي نفذته، وقال الحرس الثوري إن أي إجراءات تتخذها الولايات المتحدة للرد على الهجمات الصاروخية التي شنتها طهران على أهداف أمريكية في العراق سيقابله رد جديد، حسبما أورد التلفزيون الإيراني الرسمي.
ونقل التلفزيون عن الحرس الثوري قوله “يعلم الأمريكيون الآن أن إيران تستطيع استهداف قواعدهم… قواعدهم ستكون في مرمى الاستهداف إذا ردت الولايات المتحدة على الهجمات الصاروخية الإيرانية في العراق”.
تستشعر جميع بلدان المنطقة بوجود مخاطر بالغة تهدّدها جراء التصعيد غير المسبوق بين طهران وواشنطن إثر مقتل قاسم سليماني، ولا يستثني القلق إيران بحد ذاتها رغم تهديداتها الشديدة برد مزلزل على مقتل سليماني لعلمها بأن دخولها في مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة سيكون بمثابة انتحار.
لكن هل الطيارة الأوكرانية المنكوبة لها أيضاً علاقة بمقتل سليماني؟
رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية (PS752) كانت رحلة ركاب دولية مجدولة من العاصمة طهران إلى كييف تديرها الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية وفي 8 يناير 2020، أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة تلك الرحلة، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار الإمام الخميني الدولي في طهران وأرجع الحادث إلى خطأ بشري، إذ وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الحادث في وقت لاحق بأنه “خطأ لا يُغتفر”.
قُتل جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 176 راكباً، مما يجعلها أكثر الكوارث الجوية دموية في إيران منذ حادث تحطم طائرة إيران إليوشن إي إل-67 عام 2003، والتي راح ضحيتها 275 شخص، ويُعد هذا الحادث أول حادث طيران قاتل منذ بدء تشغيل الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية في عام 1992.
في البداية نفت سلطات الطيران الإيرانية إصابة الطائرة قائلة إن هناك خطأ تقني في الطائرة، لكن ردت السلطات الأوكرانية بعد مسايرتها في البداية للتفسير الإيراني بأن إسقاط الطائرة كان بصاروخ وعن عمد، صرح المسؤولون الأمريكيون والكنديون والبريطانيون بأنهم يعتقدون أن الطائرة قد أسقطها صاروخ أرض جو من طراز تورM1 أطلقته إيران، وبعد ثلاثة أيام أي في 11 يناير، ذكر فيلق الحرس الثوري بأنهم أسقطوا الطائرة بعد أن اعتقدوا خطأً بأنها صاروخ كروز أمريكي.
وقع الحادث خلال فترة من التوتر المتزايد بين الولات المتحدة وإيران، حيث وقع بعد خمسة أيام من غارة جوية لطائرة بدون طيار أسفرت عن مقتل اللواء قاسم سليماني.
وسبقه أمر من إدارة الطيران الفيديرالية الأمريكية بتجنب جميع الطائرات المدنية الأمريكية المجال الجوي الإيراني وتلاه أوامر مماثلة من قبل العديد من الدول وشركات الطيران الأخرى.
فبعد احتدام العلاقة بين أمريكا وإيران وانسحاب كلتيهما من الاتفاق النووي والضربات التي لا يحمد عقباها. يبقى السؤال ماذا سيحدث بعد كل هذا؟
المراجع:
https://www.skynewsarabia.com/