“بالصف السابع كانت مدرستي بعيدة عن البيت 7 كم أروح وأرجع مشي على رجليّ وضل كل الطريق عم أدرس، كنت كتير شاطرة..
من الأول للبكلوريا دائماً الأولى على الصف إلّا بهي السنة كان معي صديقة بالصف اسمها نورة الأحمر بنت أخ عبد الله الأحمر (الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي) يومها المدرسة لعبت بعلامات الرسم والرياضة وصارت هي الأولى وأنا طلعت الثانية؛ بقيت أبكي كل طريق العودة للمنزل، دموع قهر ودموع شخص مظلوم”.
أحلام الرشيد
نشأتها: ولدت أحلام عام 1969 في بلدة (حاس) التابعة لمدينة معرّة النعمان في عائلة فقيرة، حيث كان والدها يعمل (حارس بناية) تقول لنا: “كنت كتير بحب الدراسة ودائمًا أكتب على التراب، والظهر وقت قيلولة العائلة أهرب لتحت الشجر وأقعد ادرس”.
تعليمها: بسبب ظروف عائلتها وطبيعة عمل والدها المتنقلة والمتغيرة درست بأماكن ومدارس عدّة؛ فدرست في قريتها في ريف إدلب، ثم في تلّ منين في ريف دمشق، ومدينة البترون شمال لُبنان، ثم عادت مرّة أخرى إلى قريتها في المرحلة الإعدادية وفي مدارس معرة النعمان اتمت المرحلة الثانوية
وبعد عدّة وساطات من أقربائها ومن مدير المدرسة والكثير من الأخذ والرد وافق والدها -الذي كان يعارض دراستها- أن تدرس الأدب العربي في جامعة حلب بعد رفضه لذهابها إلى دمشق لدراسة علم النفس.
عملها: عملت في مجال الحماية بالإضافة لعملها في التدريس؛ و عملت أيضًا في قسم ال GBV + CP لحماية وتمكين المرأة والطفل , بالإضافة لعملها مع عدت منظمات دولية مثل medical relief for, IRC وglobal community بالإضافة إلى عملها الحالي الآن في منظمة ً World vision كمنسّقة حماية لمحافظة إدلب وحلب.
الجوائز: حصلت أحلام على جوائز عدّة من بينها: إمرأة من بين 100 إمرأة الأكثر تأثيرًا حول العالم عبر تقرير أعدته قناة BBC البريطانية، الوسام الذهبي لصنّاع التغيير لعام 2018 الذي أقيم في العاصمة اللّبنانية بيروت وأيضًا لقب البطل الخفي من مكاتب الورد فيچين حول العالم. وكذلك قامت بتصوير فيلم وثائقي حول معانة النازحين في ادلب اثناء الحملة العسكرية الشرسة على ريفي ادلب وحلب في أواخر 2019 وبدايات 2020 الفيلم فاز بالجائزة الأولى في مهرجان باريس السينمائي خلال شهر 10- 2020
عملها التطوعي: أيضًا أحلام لم تهمل العمل التطوعي فكانت مديرة مكتب “اسعى” الإنساني في مخيمات أطمة وما حولها -التي تحتوي وحدها على أكثر من مليون نازح- بالإضافة للمناطق المحيطة بها في ريفيّ حلب وإدلب، كما أنها تعمل كمسيّرة في لجنة حماية الطفل ومسؤولة ماهم لجان الحماية في المناطق المحررة كاملة ، وعضو منسّق في إدارة فريق قطرة التطوعي، وعضو المكتب التنفيذي في هيئة اتّحاد الكتّاب والشّعراء السوريين الأحرار.
الثورة السورية: “من بداية الثورة كنت خائفة جدًا، وكنت أتمنى أن يقود الثورة فئة المثقفين الواعين وأن تحافظ الثورة على النسيج والتنوع السوري الغني، وكنت أتمنى ألا تنزلق الثورة بمسارات ليست مساراتها ونغرق بالتفرقة والطائفية والخلافات”.
بهذه الكلمات وصفت لنا أحلام شعورها ورؤيتها ومخاوفها مع بداية شرارة الثورة السورية.
أما اليوم فالثورة عند أحلام هي فكرة والفكرة لا تموت؛ تحاول أن تعبر عنها بتصرفاتها وتراها أفعالًا وقِيَم لا مناطق تحرر وأخرى نخسرها.
فترى أنه من كان يؤمن بالحرية عليه احترام حرّيات الآخرين ومن يؤمن بالكرامة عليه احترام وحفظ كرامة الآخرين ومن أراد أن تُحترم حقوقه فَليحترم حقوق الآخرين أولًا.
تختم قائلة: “الثورة باقية في عقولنا ومستمرة ولا يمكن أن يعمِّر أي طاغية أو مستبد أو ظالم مهما طال الزمن، الثورة هي الشعب وعليه تجسيدها بتصرفاته وبأفكاره ومبادئه”.