شوارع مليئة بالمتظاهرين، سيارات تحترق وأشخاص غاضبون نحن الآن في السادس والعشرين من أيار وهذه العاصمة الأميركية واشنطن وتحديداً أمام البيت الأبيض.

1محتجون أمام البيت الأبيض بواشنطن يوم الاحد. تصوير: جوناثان إرنست – رويترز.
بعد مقتل الأميركي من أصول إفريقية جورج فلويد خنقاً تحت قدم الشرطي ديريك تشوفين أثناء ترديده عبارة (أنا اختنق، لا أستطيع التنفس) في الخامس والعشرين من أيار لم تمض ساعات حتى اشعل الرأي العام مظاهرات في كل أنحاء أمريكا وأوروبا ضد العنصرية، حملات تضامن في مواقع التواصل الاجتماعي وتحطيم تمثال تاجر الرقيق إدوارد كولستون في بريطانيا.

2محتجون يلقون بتمثال تاجر الرقيق إدوارد كولستون في نهر آفون بمدينة بريستول جنوب غرب بريطانيا (رويترز)
المحتجون في الشوارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي نددوا بالمعاملة والنظرة الدونية لأصحاب البشرة السوداء.
الحملات شارك بها شخصيات عامة وفنانون وسياسيون عدة من بينهم الرئيس الأميركي السابق بارك أوباما الذي علق قائلاً: “يجب ألا يعتبر هذا أمراً عادياً في أمريكا2020، ولا يمكن أن يكون عادياً”.
العنصرية ليست شيء نادر في الغرب كما قد يبدو من شكل الاحتجاجات، فالجموع هذه هي ذاتها من ساهم في صعود اليمين المتطرف في دول أميركية وأوروبية عدة الأمر الذي زاد من حدة العنصرية ضدّ اللاجئين والمسلمين وازدياد معدلات الجريمة والإساءة لهم.
في الوطن العربي حملات التضامن مع أصحاب البشرة السوداء جابت بلدان عدة، ناشطون أطلقوا حملات توعوية عن العنصرية ومصطلحات أو أسماء تعزز الفكر العنصري.
في الفيديو التالي مازن الناجي شاب قاصر قرر المشاركة بفيلم قصير يسلط الضوء على عقلية الشخص العنصري.
في الوقت نفسه قام الفنان المصري شريف منير بنشر صور لبناته (14و16عام) لكنه تعرض لعدد كبير من التعليقات المسيئة والجنسية مما دفعه لحذف الصورة ومن ثم أعاد نشرها متوعداً المسيئين بمحاسبة قانونية.
المتضامنين مع السود في أميركا ذاتهم كانوا يمارسون التنمر على “قاصرتين” في بلاد الشريف مما أدى أن دعا الناس إلى رفع دعوة على أي شخص يسيء لهن قائلاً: “مصر دولة قانونية والنائب والنيابة العامة وعدوه بمحاسبة المسيئين”.
وقامت النيابة العامة باعتقال الناشطة المصرية سارة الحجازي
بتهمة التنمر ولرفعها علم المثليين في حفلة موسيقية لمشروع ليلى، لتتعرض للتحرش والعنف في السجن قبل خروجها منه إلى كندا مع والدتها التي توفيت هناك سارة لم تسلم من الهجمات العنصرية حتى مع انتحارها في الرابع عشر من يونيو تاركةً رسالة للعالم تقول فيها: “كنت قاسياً بشكل عظيم، لكني أسامح” سامحت سارة من شتمها وتحرش بها وتنمرعليها لكنهم لم يسامحوها على كونها حرة حتى بعد موتها.
يقول الأسير وليد أبو دقة: “إن الإحساس بالناس وبألم البشرية هو جوهر الحضارة، جوهر الإنسان العقلي هو الإرادة”.
لكن يبدو أن طريقنا إلى هذا الجوهر لازال طويلاً، لكن ربما كان الأهم الآن أن نستمر على الطريق.
_عبد القادر موقت