سفن الهوية هي أحد الورشات التي أقيمت في بيت كرم الريحانية، حيث أقيمت مرتين على التوالي.
كان هدف هذه الورشة إنشاء سفن لكل مشاركيها، تصف هذه السفن أحد عناصر حياة المشارك، أو حتى ذكرى كان لها أثر بارز وكبير في حياة المشارك لتحديد هويته واختيار شخصيته.
أنشئت العديد من المشاريع في هذه الورشة، فبطبيعة الحال، ولأن أغلب المشاركين كانوا أحد الحاضرين لما حدث في سوريا من قتل ودمار وقصف، فكانت أغلب الأفكار عن الدمار الحاصل في سوريا، فأحد المشاريع جسد تغير الشوارع قبل وبعد الدمار، والبعض الآخر جسد أحد الأماكن التي كانت تشغل حيز من حياته مثل بيته أو مدرسته أو…، وكذلك هنالك من جسد قصص إنسانية مر بها، أو قصص توعوية عن قضايا يمر بها أغلب الناس، أو قصة نجاح، أو أنه جسد صعوبة يمر بها الآن بهذا المشروع، وهنالك من أعطى مجال أوسع لقصصه الشخصية.
حقيبة الذكريات(memories suitcase)
أحد المشاريع التي طرحت في ورشة سفن الهوية 2، استوحاه المشارك القائم على المشروع فكرته من الفنان والمهندس المعماري السوري محمد حافظ، حيث لم يقم بتجسيد قصته الشخصية أو المطبات والمواقف التي مر بها، بل جسد قصة شعب بأكمله، قام المشارك بإنشاء حقيبة خشبية، يشكل عليها من الخارج خريطة سورية، تحمل هذه الخريطة مجسمات تحاكي الواقع السوري قبل الدمار، وعند فتح الحقيبة تظهر له مجسمات ثلاثية الأبعاد، تجسد هذه المجسمات مباني مثل المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس وأبنية سكنية، يتوسط هذه المباني شارع تمر به سيارات محطمة وأسلاك مقتلعة، وفي الطرف الثاني نبض الموت وبقع من الدماء، جسد هذا المشروع على شكل حقيبة لترافق الجميع أين ما كانوا، وليحملوا أثر من وطنهم، مر المشروع بعدة مراحل حيث طور عليه بشكل ملاحظ، لم يكن هذا المشروع بدقة عمل محمد حافظ، ولكن حمل نفس المشاعر والقضية التي تحملها حقائب محمد حافظ.
لم تكن حقيبة الذكريات هي الوحيدة التي نقلت الواقع السوري بل كان هنالك العديد من المشاريع التي حملت نفس الفكرة ولكن التجسيد اختلف من مشروع إلى آخر وهذا ما تميّزت به الورشة بشكل عام.